من المواقع السياحية في الأحساء التي يحرص على ارتيادها الأهالي والسياح المتاحف وعلى رأسها المتحف الوطني ويعد ضمن المتاحف الستة بالمملكة التي أقيمت لخدمة المناطق التي تتسم بأهميةٍ أثريةٍ وحضاريةٍ في إطار برنامجٍ لحفظ الآثار ودراستها وتيسير الوصول إليها للجمهور ويقع هذا المتحف في حي الصالحية بمدينة الهفوف ويحتوي قاعاتٍ عديدةً لعرض تاريخ الأحساء عبر مختلف العصور الحجرية والعصر الإسلامي مع صورٍ واقعيةٍ عن إنجازات العهد السعودي الزاخر بالعطاء كما يحتوي ألواناً من التراث الشعبي وقاعةً للصور ومكتبةً تضم الكتب الثقافية والتاريخية ومصادر ومراجع البحث العلمي وأجنحةً لمقتنيات هواة التراث وتعد المتاحف اليوم إحدى دور المعرفة المهمة التي يستقى منها الزوار والدارسون معارف متعددة من الناحية الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها وهي صورة تحكي تاريخ البلاد وتراثها وكلما كان تاريخها سحيقاً كان متحفها كبيراً وغنياً بالمقتنيات.
ويوجد في مبنى مدرسة الهفوف الأولى وهي أول مدرسةٍ نظاميةٍ يتم افتتاحها في الهفوف عام 1356هـ في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله متحف تعليمي لحفظ وثائق الأحساء التعليمية وسجلاتها القديمة ليسهل على كل باحثٍ الإطلاع عليها ومتابعة مسيرة التعليم النظامي منذ بدايته وحفظ هذا التراث التعليمي في هذه المدرسة الأثرية يأتي كوقايةٍ له من الاندثار والتلف بسبب التقادم الزمني والتنقلات التي تحدث للمدارس وازدحام المستودعات وتكدسها حيث يطلع الزائر لهذه المدرسة على آلية المراسلات والاتصالات بين مراكز التعليم في ذلك الوقت وأسماء المسئولين الذين وضعوا اللبنات الأولى للتعليم النظامي بالدعم الحكومي للتعليم منذ بداياته والأسماء اللامعة التي ساهمت في مسيرته وأسماء المختصين والرواتب وأعداد الطلاب والمقررات الدراسية والكتب القديمة والشهادات التي تم توثيقها من خلال فريق العمل.
كما تزخر الأحساء بعددٍ لا نظير له في المملكة من المتاحف الخاصة يبلغ 22 متحفاً لأفرادٍ يعشقون التراث الشعبي وقد خصصوا لها مساحةً واسعةً من منازلهم أو مزارعهم مستعينين في بنائها بأشهر الرجال القدماء الذين كانوا يبنون البيوت القديمة وبنفس مواد البناء التقليدية وهي الطين والتبن والجص والجذوع والدنشل ليعطوا الزائرين لمتاحفهم إيحاءً بالماضي الذي يصرخ عبقه في شتى أرجاء المكان وعززوا متاحفهم بمقتنياتٍ نادرةٍ وثمينةٍ جمعوها على مدى عقود من الزمن من داخل وخارج المملكة وبمبالغ طائلة وقد دفعهم لذلك عراقة التراث الأحسائي وتغلغله في دمائهم وتركيبتهم الوجدانية والثقافية واعتزازاً وافتخاراً بهذا الإرث العظيم الذي صنعه رجال عظماء يستحقون التقدير والاحترام والإكبار وبهذا ساهموا في الحفاظ على تراثهم العريق من الاندثار وأطلعوا عليه الجيل الحاضر ليعرف فضل أجداده وعظمتهم وكفاحهم في الحياة وكيف كانوا يعيشون في الحقب الماضية معتمدين على أنفسهم بعد الله في توفير كل حاجات مجتمعهم المعيشية وتضم متاحف هؤلاء العشاق للتراث كماً ضخماً من المقتنيات التراثية التي تعود لمئات السنين وفق تنظيمٍ تاريخيٍ ونوعيٍ وهي متاحةً لكل المهتمين بالتراث وعشاقه وهواته من داخل وخارج المملكة وللسياح والدارسين والباحثين في تاريخ المنطقة الشرقية.
كتابنا
> المواقع السياحية في الأحساء ـ المتاحف
المواقع السياحية في الأحساء ـ المتاحف
06/02/2018 12:50 م
المواقع السياحية في الأحساء ـ المتاحف
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/38271/