يــوماً ما . . . عندما نلتقي سأقص
عليك شعوري عندما كنت أعود إلى وحدتي منزويا عن العالم، أعود إلى غرفتي لا يعرف بابها إلا البائسون مثلي أعود والآهات تتلاطم على جدرانه كالموج الهائج من شدة الألم، في سكون عميق عندما أفتح عيني الكليلتين و يخط الدمع عليهما سطوراً و أسطراً و أكون للتعاسة كل المعالم، قبل بضع خطوات من الآن، كنت أبحث عن نفسي بين جدران هاته الغرفة بكثير من الأماني، لأكتب على مذكرتي يوماً ما “عندما كنت أشعر بالوحدة لم أجد إلا قلمي و مذكرتي لي أنيس و خير ما وجدت من جليس”، بالفعل حملت قلمي لأخط بين أسطر هذا الدفتر قصتي، ليست بقصة عظيمة بائسة تشعر من يقرأها بالحزن، ليس إلى تلك الدرجة ً لكن تكفي أن تصور لك في ذهنك و أنت تنغمس بين كلمات و علامات تشكيل حروفها من ضمة، ضمت قريحتي بعناق كادت أن تحطم أضلعي لحظة تذكري لعلامة السكون، و ما من ساكن سكنه الجر و الفتح في عالم الوحدة ذاك، رأيت كل الكائنات أمامي تمشي، كل في طريقه إلى شغله و إلى مقصده الذي قرر صباحا عندما فتح عينيه أن يقصده، أما أنا باقٍ في مكاني لا أتحرك أنتظر ريحاً باردة أو نسمة حنونة تحركني من مقعدي، أرتدي معطفي و جالس بلا حركة، إعرابي شيئ مبني على السكون، من كل هاته الكلمات الجارحة لنفسيتي و أنا أخطها لا أرغب في أن أجعلك تشعر بيأسي أو همي أو حزني، يوم كان ليس لي إلا صديق واحد لا أجده إلا مرة في الأسبوع و يوم كنت لا أملك حتى ثمن شراء قلم جاف أزرق لأصيغ به قصصي و خربشاتي الجافة من عالمي الأسود، يوم كان شغلي الشاغل الوحيد هو مجموعة أوراق رتبتها على شاكلة كتاب أنغمس بين أسطره لأبحث عن روحي و نفسي بين تعابير كاتب صاغ كتاباته لبؤساء مثلي، كان ذلك قبل مدة، أما اليوم فأنا بخير، نعم أنا بخير فقط لا زلت بعد كل هذا أبحث عن تلك الجلسة الهادئة التي تجمعني و عن تلك اليد الدافئة التي تمتد إلى يدي لتمحو برد روحي و أوجاعي، لا زلت و سأظل هكذا إلى يوم تأتي فراشتي لتبهي القلب و تعيد لي ما فقدته، وما سرقه مني جراد المواسم.
التعليقات 2
2 pings
داعمك الأول
18/10/2020 في 9:08 ص[3] رابط التعليق
مقالتك اليوم هي صديقة الصباح ..
الله ييسر امرك و يشرح صدرك ??.
فخورة جداً بك
داعمك الأول
19/10/2020 في 6:59 م[3] رابط التعليق
موفقه يا جميلتي ???.