بعد عقودٍ من الزمن حذَّر فيها الأطباء في العالم من الدهون الحيوانية وعدَّوها السبب الرئيسي في ارتفاع الكلسترول وأمراض القلب والشرايين هاهم يَعدِلُون عن آرائهم ويغيّرون مواقفهم ويؤكدون أنها مفيدة للقلب والكبد والشرايين والأوعية الدموية والمفاصل والعظام والصحة العامة ويحذّرون من الزيوت المهدرجة التي طالما حثوا على استعمالها طوال العقود الماضية ووصفوها بالدهون الصحية حتى أكد الواقع خطورتها على القلب والكبد والأوعية الدموية والصحة العامة وأنها السبب الحقيقي لارتفاع معدلات الكلسترول في الدم والاصابة بتصلُّب الشرايين والجلطة والذبحة الصدرية وغيرها من الأسقام.
فها هو الدكتور بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن يعلن صراحةً أن الكولسترول أكبر خدعةٍ في القرن الماضي والحقيقة أن الطعام الدسم بسمن الأغنام والأبقار هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة الحيوية والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو برئ من كلسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية وأن المتهم الحقيقي هو الزيوت النباتية المستعملة للطبخ
وقال إنها الدعايات المضلِّلة والخطط القذرة الممنهجة واللا أخلاقية للشركات الغربية بدءاً من شركات صناعة الزيوت التي تفتك بالوظائف الحيوية في الجسم من قلبٍ ودمٍ وأوردةٍ وشرايين ثم تتدخَّل شركات الأجهزة الطبية لتسويق أجهزة فحص الدم وكذلك شركات العقاقير بما يسمى بالأدوية الخافضة للكلسترول بالإضافة لشركات الأغذية لصناعة الأطعمة قليلة الدسم ثم شركات الأجهزة الرياضية وانتهاءً بشركات الدايت مدفوعةً وراء الربح المادي والانعدام الأخلاقي وإبادة البشر وأضاف بأن العلماء القادرين على رفع أصواتهم لكشف هذا الخداع سيكونون عرضةً لخسارة الدعم لأبحاثهم العلمية وضحايا لاضطهادٍ شخصي.
ومع الأسف أن معظم أطباؤنا وعلماؤنا العرب والمسلمين يرددون ما يقوله الغرب ويأخذون نظرياتهم العلمية على أنها مسلمات وحقائق لا تقبل النقض أو الجدال ويدافعون عنها في المحافل والمؤتمرات العلمية دون أن يُكلّفوا انفسهم بدراساتٍ وأبحاثٍ تُفنّدها بالدليل والبرهان العلمي بيد أن هناك من يجتهد للبحث عن الحقيقة ومنهم الدكتور حسام محمد استشاري العظام الحاصل على الزمالة الأمريكية من جامعة توماس جيفرسون من الولايات المتحدة حيث أكد من خلال دراساتٍ وأبحاثٍ قام بها على نسيج العظام أن أحد أسباب الهشاشة العظمية هو نقص الكولسترول في الغشاء الخلوي لخلايا العظام وقد حصل على شهادة براءة اختراعٍ امريكيةٍ بذلك وذلك يُفنّد ما شاع في مجتمعنا العربي أنّ الشحوم الحيوانية تُسبّب مشاكل صحية خطيرة كانسداد الشرايين وارتفاع الكولسترول والجلطات القلبية وغيرها ممّا أدى إلى عزوف الناس عنها خوفاً من عواقبها الصحية لكن الحقيقة عكس ذلك حيث أثبتت الدراسات العلميّة الحديثة أنّ هذه المفاهيم خاطئة فهذه الشحوم لا تحتوي الكولسترول أو الدهون الثلاثية كما هو مزعوم وأن المتسبّب في جلطات القلب وانسداد الشرايين وارتفاع الكلسترول هو الزيوت المستخدمة في الطبخ التي تترك آثاراً جسيمةً على صحة الإنسان يجهلها أغلب الناس في حين أن الدهون الحيوانية لها فوائد كثيرة لجسم الإنسان ومنها إخراج السموم المتراكمة في الجسم ومنح الشرايين الليونة والمرونة ومنع انسدادها بالاضافة لترطيب خلايا الجلد وتغذية الأعضاء الداخلية في الجسم كالكبد والأمعاء والأجهزة الحيويّة الأخرى ورفع كفاءتها وتعزيز مستويات الطاقة الحيوية في الجسم وتوليد سعرات حرارية جيّدة للقيام بالأنشطة اليومية علاوةً على تطويل الشعر وزيادة كثافته ونعومته وتقليل تقصُّفه وتساقطه وذلك حين استخدامها ضمن خلطات الشعر مع تطويل الرموش وتكثيفها الى جانب فوائدها في علاج التهاب المفاصل وخشونة الركبة ووهن العظام كما أنها تُفتّح البشرة وتنقّيها من الشوائب إذا استخدمت كقناعٍ للوجه وتمنح الوجه نضارةً طبيعيةً ونعومةً فائقة وذلك لاحتوائها نسبةً عاليةً من البروتين المغذي للبشرة.
وقالت أخصائية الصحة العامة الدكتورة هدى عبدالرحمن المنصور من يريد الصحة عليه أن يُخلي بيته من الزيوت النباتيه لأن فيها أوميجا 6 وهذا يسبب التهاباتٍ عامةً وتعباً عاماً مع طول مدة الاستخدام وكان يُعتقد أنها أعراض تقدُّم السن وهي في الحقيقة أعراض سوء التغذية ومشاكل في الشريان التاجي حسب الأماكن التي يترسَّب فيها الأوميجا 6 تختلف من شخصٍ لآخر والوضع الطبيعي هو أن تكون في أجسامنا كميات متعادلة من أوميجا 6 وأوميجا 3 لكن الحاصل أننا نحوي في أجسامنا من أوميجا 6 ما يعادل 30 ضعفاً من أوميجا 3 لذلك علينا أن نتوقف سريعاً عن الزيوت النباتية لنسترجع قوانا وصحتنا وسنرى الفرق في تحسن الصحة وعلينا احلال أوميجا 3 في أجسامنا بدلاً عن أوميجا 6 لنستعيد صحتنا ونستطيع أن نحقق ذلك بإذن الله بالتوقف عن الزيوت النباتية وإحلال المأكولات البحرية في غذائنا لتكون هي الرئيسية لاحتوائها أوميجا 3 وخاصةً السردين والسلمون والماكريل الاطلنطي.
وأكدت المنصور ان الزيوت النباتية خالية من الفيتامينات الدهنية وأن أجسام الناس فقدت هذه الفيتامينات مثل فيتامين دال وفيتامين ألف وفيتامين كاف وفيتامين E وفيتامين دال هو أهم هرمون في جسم الانسان مسئول عن المناعة وسلامة المخ والقلب ونقصه يؤدي للسمنة فيما يسبب نقص فيتامين كاف لخفض كفاءة العظام والأسنان وفيتامين E مضاد للسرطان والسموم وفيتامين ألف مهم للإبصار وشبكية العين والجلد والمخ والجهاز الهضمي وكل هذه الفيتامينات موجودة في الدهون الحيوانية والأبحاث الحديثة تؤكد أن جميع الزيوت المهدرجة خطرة على صحة الانسان ولابد من استبدالها بالزيوت الحيوانية والتأكُّد أنها طبيعية وليست مغشوشةً وذلك بإحضارها من الجزار وتذويبها واستخدامها للطبخ والاحتفاظ بها في المجمّد.
وللدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العبدالقادر كبير أطباء القلب وعالم فيزياء الفلك القلبية بحث موسَّع حول الدهون الحيوانية أثبت فيه فوائدها الصحية ودحض الافتراءات العلمية ضدها وتبرئتها من تهمة التسبب في ارتفاع الكلسترول بالدليل والبرهان والحجة العلمية وذلك بعنوان: (خرافة الشحوم أوهام الغذاء والأسباب الحقيقية لأمراض القلب) قدَّم فيه مع نخبةٍ من العلماء توصياتٍ مهمةً تصب في مصلحة الانسان.
سفير السلام
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف