اسميتها انفلونزا لأني أجدها كذلك أحد الأمراض الفيروسية التي قد تنتقل بالاحتكاك المباشر بالمصابين أو من خلال لمس الأسطح و الأدوات وبطرق عدة أخرى.
فما يحدث من حولنا هو أقرب لعدوى فيروسية تنتقل من بلاد لأخرى، فحينما استقر الوضع في تونس بتنصيب قيس بن المنصف رئيساً سابعاً لها بعد ثورة سلمية ناجحة أطاحت بالرئيس الاسبق بن علي ، بدأت أصوات احتجاجات أخرى سرعان ما اختفت أو أجبرت على ذلك في جمهورية مصر العربية الشقيقة حتى أصابت شعب لبنان الحبيب عدوى الاحتجاجات التي ابتدأت في أكتوبر الماضي ولا تزال قائمة حتى الآن ، حتى بعد تقديم الحكومة استقالتها .
و بالمثل كانت مطالبات جموع من شتى طوائف الشعب الكويتي بالأمس القريب في ساحة الإرادة استجابة لدعوى أطلقها عضو مجلس الامة الأسبق صالح الملا ، وتجمهر المعتصمون احتجاجاً على خطاب رئيس مجلس الامة السيد مرزوق الغانم الذي كان في ديوان (الغنام)، وكانت هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير وقد كان.
تتلخص مطالبات المتظاهرين السلميين بطلب استقالة كل من السلطتين بالإضافة لعدة مطالب أهمها الإفراج عن سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين و اسقاط القروض التي أثقلت كاهل المواطنين و انطلق لها هاشتاق سجل أعلى مدة استمرارية في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر)، وأخيرا وليس آخرا إيجاد حل عادل لملف المقيمين بصورة غير قانونية (البدون).
في الحقيقة ما يحدث من اعتصامات و احتجاجات بقدر ما هو مؤلم لفضح فساد بعض الحكومات وتواطؤ بعض أكبر قياداتها على المواطن المسكين إلا أنها تثلج صدري و أقف متأملة لها بتساؤل يشغلني : من التالي؟