هائنذا أعود للكتابة مرة أخرى، ولن ابدأها , بالأسئلة ولا بالأجوبة كما بدأت مقدمة مقالي الأول حول نادي العيون، ولكن سأترك طرح الأسئلة وتدوين الأجوبة في الخاتمة .
إذاً: (عدنا والعود أحمد) ولكأني أرى صاحب البلاغة إبن (القِريّة) أيوب بن زيد بن زرارة يعرف هذا النادي العريق ، حينئذ ، ويخاطبه ليشد من أزره فيقول له أنت جواد أصيل فلا تهن ولا تحزن، فـ”لكل جواد كبوة ، ولكل شجاع نبوة ، ولكل كريم هفوة “.
ونحن معك فلن نيأس ولن نتعب ولن نكل ولن نمل لأن آمالنا كبيرة والجميع مستبشر خيراً بالإدارة الجديدة فهي تضم نخبة من الشباب الواعي المحب لهذا الكيان العزيز على قلوب الجميع، وعلى قدر عال من الإدراك والمسؤولية بقيادة الأستاذ صالح الثنيان والطاقم التدريبي واللاعبين، و لكن ، هذا لا يعني الاستغناء عن مساعدة وجهود الآخرين والإستئناس بآرائهم واقتراحاتهم، فاليد الواحدة لا تصفق.
لذلك، من هذا المنبر، أقترح بأن تبادر إدارة نادي مدينة العيون مشكورة بعقد ورشة عمل تدعو فيها الأستاذ القدير خالد الهزاع وعدد من الأعضاء المرشحين في قائمته ؛ وممثلين عن الإدارات السابقة ؛ وممثلين عن اللاعبين السابقين ؛ وممثلين عن المدربين السابقين ؛ وممثلين عن الجمهور ؛ وأفراد من أصحاب الفكر والرأي ؛ وعدد من ورجال الأعمال لدورهم الكبير في دعم الأنشطة المختلفة عندما يعاملون كشركاء وكجزء من مسيرته الناجحة ؛ كما لا نستسهل أو نغفل دور الإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي فهي من (القوى الناعمة) التي لها الأثر المهم والخطير في إيصال صوت النادي للمجتمع بأطيافه المختلفة ؛ وكذلك دعوة عدد من الضيوف من أندية أخرى لتسليط الضوء على أهم المشاكل وابداء آراؤهم ومقترحاتهم وكأن لسان الحال يقول :”ناديكم يناديكم ” وأنه مسؤولية الجميع.
أعرف أن البعض سيقول ماذا سيستفيد النادي من هذه الورشة ؟ وأنا أقول لكم معكم كل الحق في ذلك . فالصورة النمطية المعروفة عن الإجتماعات ، أن “كلام الليل يمحوه النهار”، ولكن ، مهلا اخي الكريم لا تستعجل، فلنعتبرها ، على الأقل ، انطلاقة نحو تقريب وجهات النظر بين الجميع وإذابة الجليد وكسر الجدار النفسي وبناء جسور لربط مختلف اطياف المجتمع بالنادي وجماهيره ؛ وتجسيداً لروح العمل الجماعي ؛ وتغييراً لمفاهيم سلبية إن وجدت ، بالإضافة إلى اعتبارها استرشاديا للإدارة الحالية عند وضع خططهم الاستراتيجية المستقبلية.
ولله در ابن ( القِريّة)عندما انشد قائلاً:
أقلني أقلني لا عدمتك عثرتي …
فكل جواد لا محالةً يعثر
لعمري لقد حذرتني ونعيتني …
وبصرتني لو أنني كنت أبصر
ليالي سهامي في اليدين صحيحة …
ألا كل سهم مرةً يتكسر
وأحسن ما يأتي امرؤ من فعاله …
تجاوزه عن مذنب حين يقدر
وفي الختام لا أزعم بأن هذا المقال أو هذه الورشة ستحل المشاكل وإنما مجرد إسهام ومشاركة.
والسؤال هل نادي العيون في خطر؟
لا ، وألف لا ، ولله الحمد، فمدينة العيون ولاّدة تزخر برجال على قدر من المسؤولية والكفاءة يضعون مدينتهم في الأَعيُن، والأيام ستثبت لكم ذلك.