أخذت هذه الكلمة رواجاً كبيراً بين الأسر التي يعاني أحد أبنائها من الاضطراب النفسي أو ما يسمى بالعقدة النفسية “زوجوه وتنفك عقدته” لا أدري من صاحب تلك النظرية والخطة الجهنمية، وما أدراك أنها قد نجحت…! فالواقع يحدثنا عن كم من الأحداث العائلية بدل أن يسقط حِمل ابنها المعتل نفسياً عن عاتقها أضيفت له هموم ومشاكل زوجية، وكم من ارتباطات فشلت بسبب تحمل أهل العريس تكاليف الزواج عنه ولم يدفع الجاني للمجني عليها ريال واحد، فالشاب الذي لم يتعب ولم يدفع لزواجه يسهل عليه الطلاق ويرخص بتلك الحياة التي قد يعدها ضغطاً نفسياً أخر عليه، فيلجئ الي التنفيس بالصراخ والضرب والشتم وكبت حرية زوجته، فبدلاً أن تفك عقدته تسبب لها بعقده نفسية وقد تكون مزمنة.
ففي هذه الحالات لا يجب على الأهل اخفاء الحالة النفسية لأبنها، فالشخص المصاب بالاضطراب النفسي ليس علاجه الزواج بل في مستشفى الصحة النفسية، فهناك يُقدم له الخدمة التي تساعده على التعافي وفك عقدته، أما تزويجه أمر خاطئ فهو يؤثر سلباً على علاقة الزوجية فيحدث الشقاق والطلاق، لجهل كلاً منهم الأخر فعليه أن يعرف الشريكين تقلبات الحالات النفسية والمزاجية، وهي مهم بدرجة عالية لاستقرار الحياة الزوجية وتقليص فرص تدهور الزواج، ولا شك أن الأمر أشد صعوبة بوجود شخصيات نفسية متقدمة بالمشكلة ومضطربة نفسيًا كالشخصية المعتلة والوسواسية فهي سبب رئيس لحدوث الطلاق، وإن كان القصد ربطه معنوياً ببيته فكم من علاقات فاشلة بين زوجين سواء من ناحية طبيعة العلاقة أو المحبة أو عدم وجود المشاعر والقدرة بالمسؤولية الكافية، وكما أشار أحد المستشارين في علم النفس أن معظم حالات الطلاق الحقيقي يقع قبلها الطلاق النفسي، ويحدث مفاجأة أو بالتدريج ويسمى نفسيًا بـ(الطلاق العاطفي)، وهو ما يحدث بسبب الملل والكذب وانعدام المصارحة وغياب الحوار، فعندها يعيش الزوجان في منزل واحد من أجل الشكل الاجتماعي والأولاد، دون أي مشاعر واهتمامات متبادلة فيما بينهما، رغم أنه قد تسبق ذلك الشعور فترة حب ومودة.
فبرأيي عالجوووه ثم زوجوووه لا أن تزوجوه فتفك عقدته فلقد تعبنا من سماع كثرة حالات الطلاق والعنف الأسري ، وتفشي ظاهرة أن المرأة هي “رجال البيت” وهي الزوجة المسؤولة مسؤولية كاملة حتى في العمل والأنفاق، بينما هو ليس إلا رجلاً معتل نفسياً ماخذ البيت كحلبة للمصارعة، ولكيلا تُظلم الزوجة في زواجها يلزم قانوناً بعدم إتمام عقد الزواج إلا بالفحص الطبي الشامل متضمناُ سلامته من اضطرابات نفسية، ويتم الإفصاح عن أي مرض أو اضطراب نفسي عصبي أو ذهني، حيث إن العلم بها مسبقًا يؤدي إلى خفض نسبة الطلاق، وما نحتاجه زوجاً سليماً مسؤولاً، وبيتاً عائلياً مستقراً سعيداً، وزواج دائماً وقوي البنية والبناء، فالعائلة هي صمام أمان واستقرار للمجتمعات.
كتابنا
> زوجوه وتنفك عقدته…!
زوجوه وتنفك عقدته…!
27/01/2019 12:49 م
زوجوه وتنفك عقدته…!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/79072/