كان لرجل حديقة غنّاء ..زرع فيها من أنواع الثمار والأشجار حتى بدأت نضِرة جميلة ..تشتهي العين رؤيتها ..وتود اليد قطفها .. لكنه مرض بعد زمن وأهملها حتى غدت كالصحراء قاحلة .. لا نبت فيها ولا ماء هو كذلك القلب .. لاسيما قلب المؤمن .. يُخلق على فطرة سليمة.. ثم ما يلبث أن يتعرض للآثام والمعاصي وكل خطيئة تمرضه حتى يصبح أسوداً كالحاً يحتاج لعلاج دائم ومستمر..
وكي نعيد برمجة القلب على نقاء وصدق وإخلاص
نتحرى مواسم الطاعات.. لنتخذ فيها مأوى لصلاح
النيات ومحو شوائب الذنوب والعثرات..
ولا ريب ورمضان الذي أقبل علينا .. فيه كثير من النفحات الإيمانية والتي معها تنصلح القلوب والأرواح حتى تصبح نقية تقية .. يسكنها الإيمان وتقوى فيها أواصر الهمم بمختلف الطاعات.
يقول عبدالله ابن مسعود رضي الله عنهما : تفقد
مواطن حضور قلبك في ثلاثه : عند سماع القرآن.. وفي مجالس الذكر .. وفي الخلوات.. فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب …فإنه لا قلب لك ..ويقول يحي بن معاذ : مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام ومفاوز الأخرة تقطع بالقلوب .. والقلب المقبل على الله قادماً إليه.. لاتشق عليه العبادات ولا يمسّه نصب..ولا وصب ..ولا تأتيه الهموم والمصائب والكروب ورمضان مدرسة تربوية. فيه التقوى التي تصلح القلب
و الجوارح وتقوّي على جهاد النفس ومراقبتها
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).
والقلب مصدر التحكم .. إن صلح صلحت جميع الجوارح.. يقول ابن الجوزي : أن القلب كالحصن وعلى ساكني هذا الحصن ..أن لا يغفلوا لحظة عن تحركات أعدائهم ..وإلا سقط الحصن وتخرب.
والأعداء للقلب كثيرون.. منها الغل والحسد.. والتباغض.. وعدم الصفح والتسامح فإن استطاع المؤمن محرابتهم ومجابهتم.. سلم قلبه وتعافى.
فلنتفقد قلوبنا.. و نحرص على صيانتها من كل أذى
حتى تبدو كالسحب بيضاء نقيه .. لا تمطر إلا خيرا .
التعليقات 3
3 pings
سلمى الوسمي
04/05/2019 في 3:06 م[3] رابط التعليق
اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين وتقبله منا يارب العالمين ،
الله يجزاك خير حبيبتي فاطمة على المقال المميز.
سلمان
05/05/2019 في 12:50 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير
ذوق
05/05/2019 في 12:52 م[3] رابط التعليق
نسأل الله أن يطهر قلوبنا وأن يبلغنا رمضان ونحن في خير وعافية وسعة رزق
ونسأل أن يهدي قلوبنا ويصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان
شكرا لكاتبتنا فاطمة صاحبة القلم المسدد
ووفقها الله لكل خير