تشتهر الأحساء بأجود أصناف الفواكه والخضروات وتتميَّز محاصيلها الزراعية المتنوِّعة بمذاقٍ وشكلٍ فريدٍ يُميّزها عن سواها في جميع بلدان العالم وما ذلك إلا لتربتها الفريدة التي تشكل تلك المحاصيل بسماتٍ مميزةٍ ومن أشهر محاصيلها (التمور) حتى اشتهر عند العرب المثل القائل “كجالب التمر إلى هجر” في ذم من يجلب التمر إلى الأحساء كما استُخدم في ذم من يُعلّم شخصاً شيئاً يجيده أو يشتهر به.
ومن أشهر أنواع التمر والرطب في الأحساء (الخلاص) وهو الأميز في العالم بلا منازع ويليه (الشيشي والرزيز) ثم الأنواع الأخرى وهناك العديد من أنواع الرطب أشهرها الهلالي والطيار وأم رحيم والشهل والبرحي والتناجيب والحاتمي والغر والمجناز والزاملي والخنيزي والرزيز والشيشي والشبيبي والخصاب ومن (الشبيبي والزاملي والهلالي) يُصنع (السلوق) حيث يُسلق في الماء ثم يجفف في مكانٍ مشمسٍ حتى يكتسب الصلابة ويُؤكل كالحلويات.
ومن محاصيل الأحساء الزراعية (الرز الحساوي) وهو أفضل أنواع الرز في العالم من حيث قيمته الغذائية ويُعد من المحاصيل المهمة التي تزرع في الأحساء منذ القدم وكان الإنتاج وفيراً في كثيرٍ من قرى الأحساء حينما كانت المياه وفيرة وشجعت الفلاحين على زراعته لكن في الوقت الحاضر تناقصت المساحات المزروعة منه من محاصيلها (الباميا) وهو أفضل أنواع الباميا على وجه الأرض ويمتاز بصغر حجمه ولونه السمني وهشاشته ورقته ولذة مذاقه وكذلك الليمون الأخضر المتميز بنكهةٍ رائعةٍ وعصيرٍ لذيذٍ ورائحةٍ عطريةٍ فواحة لا تقارن بأي ليمونٍ في العالم ومثله الأترج ويسمى (الترنج) وقد شبه الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمن به حين قال (المؤمن كالأترجة ريحها طيب وطعمها طيب) وأيضاً البصل الحساوي الفريد الذي يمتاز بجودته وبمقاومته للعفن بدرجةٍ كبيرة وكذلك القرع السمني الطويل ذو المذاق الشهي واليقطين ويسمى محلياً بالبوبر وهو أجود أنواع اليقطين في الكرة الأرضية بطعمه ولونه وكذلك الجزر المختلف عن جميع أنواع الجزر بلونه البنفسجي ومذاقه اللذيذ ولا ننسى الطماطم ويسمونه الأحسائيون الطماط الحساوي فهو متميز عن جميع أنواع الطماطم في العالم بطعمه الحلو ولونه الزاهي الذي يجمع بين الحمرة والصفرة والخضرة وهناك الحَب الشمسي وهو من نبات دوار الشمس وله مذاق لا يقاوم إذا تم سلقه بالماء والملح وتجفيفه أو قليه ويشتهر أهل الأحساء بحُب أكل الحَب مثلما يشتهر أهل القصيم بحُب أكل الجراد كما هناك العشرات من الخضروات الورقية كالفجل ويسمى (الرُّوَيد) ذو الرأس الأبيض والأحمر والبقل والجرجير والسلق والسبانخ والملوخية والكرفس والشبت والكسبرة والبقدونس والحبك والكركديه ويسمى (الغجر) والخس المستدير والورقي والملفوف والريحان ويسمى (المشموم) والنعناع والمرامية والحلوة والحلبة والبصل الأخضر الطويل وهو الكُرَّاث وغيرها بالإضافة إلى الخضروات الأخرى كالبطاطس والبطاطا ويسمى (الهندال) والكوسة والباذنجان والفلفل البارد والحار والقرنبيط والبروكلي والشمندر والشلغم والثوم والخيار والقثاء ويسمى (الطروح) المذكور في القرآن الكريم في الآية (وبصلها وفومها وقثائها) أما الفواكه فحدث ولا حرج في التميز بالمذاق ومن ذلك النَّبق ويسمى (الكنار) ومنه الأصلي والمهجَّن أو المطعَّم وهناك البمبر الحساوي الذي لا نظير له في العالم بأسره وهو ثمرة كروية الشكل تميل للون الوردي عند اكتمال نضجها ولذيذة المذاق ولزجة جداً لغناها بالمواد المخاطية التي تعمل على تقوية بطانة المعدة والأمعاء وتخفيف الإحساس بالالتهابات الداخلية ويوجد التين الحساوي وما أدراك ما هذا التين في حلاوة طعمه وهشاشته ولونه الزاهي ويمتاز بصغر حجمه عن التين المستورد ولا يفسد بسرعة كغيره من أنواع التين كما يوجد التوت ذو الطعم الخارق ومنه الأحمر والأخضر كما تم استنبات التوت الباكستاني الطويل ونجح نجاحاً باهراً في الأحساء بلذة المذاق عن منشأه الأصلي وهناك الجِح أو الرقي أو الحبحب وهو لذيذ الطعم أخضر القشر وأحمر البطن ومثله الشمام أبو ريحة رائع الطعم والبطيخ الذي لا منازع له في المذاق الحلو واللون والشكل وكل الخصائص وقد قال عنه الشاعر الأحسائي الشيخ إبراهيم بن حسن آل ملا يرحمه الله:
ثلاثٌ هُن في البطيخ حسن ٌ
وفي النسوان منقصةٌ وذِلة
خشونةُ جلدهِ والثقلُ فيهِ
وصفرةُ لونهِ من غير عِلة
إذا قطّعته إرباً تراه
كبدرٍ قُطّعت منه الأهلّة
ولا ننسى البوبي الحساوي أو البابايا وهي ثمرة آسيوية الأصل تكثر في دول جنوب شرق آسيا الممطرة كاندونيسيا وماليزيا وغيرها ولكن يتميز البوبي الحساوي بازدياد حلاوته وزهاء لونه الداخلي وهناك اللوز الحساوي ويمتاز بطعمه الحلو ولونه العنابي الزاهي وتعد شجرة اللوز المعمَّرة من الأشجار المحلية لجنوب غربي آسيا غير أنها تزرع اليوم على نطاق واسع في البلدان المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط ودخلت إلى أوروبا عبر اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد كما ينمو هذا الشجر أيضا بكثرةٍ في كاليفورنيا وإليك العنب الحساوي وهو من أفضل أنواع العنب في العالم بطعمه الرائع غير أنه صغير الحجم كما يوجد الرمان ويسمى الكبير منه بالسّوَاري ويمتاز بحلاوته حتى أنه يتشقق من الحلاوة كما يمتاز بزهاء اللون وعلاوةً على ما ذكرت يزرع في الأحساء قديماً الموز والمشمش والخوخ والبرتقال والفندي والتفاح وغيرها وتتميز هذه المحاصيل بالطعم اللذيذ واللون الزاهي والمثير للعجب في تربة الأحساء أن البذرة الأجنبية أياً كان نوعها عندما تزرع فيها تأتي بثمرٍ ألذ وأحلى وأزهى من منشأها الأصلي وأشاد الدكتور هشام محمد ربيع في دراسته لجيولوجية واحة الأحساء بخصائص تربتها الرملية الفريدة التي تسمح باستزراع مختلف أنواع النباتات مؤكداً بأنه قام بزراعة الأناناس فيها وكان عالي الجودة ودعا لاستغلال هذه الأرض النموذجية مبيناً بأن أفضل مواسم الزراعة بين شهري أكتوبر وإبريل حيث تكون درجات الحرارة وسرعات الرياح منخفضة وتزداد معدلات الأمطار والرطوبة النسبية وتعمل محطة الأبحاث الزراعية التابعة لجامعة الملك فيصل على إعادة تزريع المحاصيل المنقرضة أو التي توشك على الانقراض.
كتابنا
> محاصيل الأحساء … عشق الرجال والنساء
محاصيل الأحساء … عشق الرجال والنساء
10/01/2018 12:50 م
محاصيل الأحساء … عشق الرجال والنساء
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/35851/