اليوم نودّع آخر الرجال من الرعيل الأول الذين وقفوا معنا في بداية التعليم عندما بدأ في قريتنا عام ١٣٦٨ هجريه المرحوم خليفه أحمد الحمدان الذي إنتقل الى جوار ربه ووارى جثمانه الثرى اليوم ١٤ ربيع الاول من عام ١٤٣٩ .والذي يذكره منا الطِيب وحٌسن الخٌلق ورحابة الصدر والأبويه الحانيه وصفاء النفس والسريره وكلامه وسؤاله الدايم حين نلقاه عن صحتنا وأحوالنا .. يترك لنا بصمه أزليه لم تفارق جبينه. طوال هذه السنين ..
إن من أوائل من عمل بهذا العمل في سلك التربيه والتعليم المرحوم خالد المعيويد في بداية العام ١٣٦٨ هجريه
حيث كانت المدارس القديمه المستأجره من بيوت الاهالي وهي خليطة الجس واللبن والطين والوصول لها عنوه وشرف خدمة التعليم لأهالي البلده غايه ومنوه ..وأتى من بعده تباعا ً المرحوم سلمان الهلال والمرحوم خليفه الحمدان والمرحوم عبدالرحمن الصايل والمرحوم جاسم الوهيب وأخيه علي الوهيب رحمهم الله والمرحوم عيسى حمد المسلم .
هؤلاء هم الرعيل الاول من المستخدمين أباؤنا وإخواننا في مدارسنا الذين وجدناهم في مثابة المدرسين حيث كنا نخاف منهم عندما نشاهدهم خارج أسوار المدرسه وفي الشوارع وبين الحواري نجدهم مربيين لنا وكنا نحن نبادرهم منا الاحترام لما وجدنا منهم الاحترام والخوف والحرص علينا وتخويفنا بإنهم يخبروا أباؤنا بأي عمل مشين أو حتى معاملتنا مع معلمينا أو نزول درجاتنا حيث يسألون عنا المدرسين ويتمنون لنا التوفيق والنجاح في ذاك الزمان وكنا نجدهم في مثابة المدرسين لنا فمن نجده في المدرسه أكبر منا عمراً نجده معلما حيث إن في تلك الفتره لم يكن هناك أعدادا كثيره من المدرسين من ابناء قريتنا ووجدنا هؤلاء المستخدمين مكملين للمعلمين لما وجدنا منهم من رٌقي المعامله وطهارة القلوب .
وفي الفترة الأخيره إستحدثت وزارة التعليم بمسمى مراسلين مكتبيين لهم عرفانا وتقديرا لهم ..
فرحم الله الرعيل الأول ورحم الله الأيام الخوالي وأيام الصبا ومن يقرأ كلامي يتذكر نفسه عندما كان صغيرا ويتذكر الكتاتيب والابتدائيه ويتذكر أحلامه ويتذكر رفقاء دربه أين وصلوا الان من مراحل الانخراط في العمل في خدمة بلدهم وما كانوا وما وجدوا من نٍعم الرب عليهم ويتذكر ويترحم على من إنتقلوا الى رحمة الله عز وجل من رفقاء دربه الطويل وهاهم أبناؤهم الان منهم المدرسين والاطباء والمهندسين ومنهم رجال الاعمال والموظفين ومنهم الادباء والمثقفين .
إن هؤلاء المربين الذين إستشعروا أهمية عملهم والعلم والتّعلم لنا أيها الابناء آنذاك إنعكس ذلك على ابناوهم وتخرج على يدهم كل ماذكرت وكانوا لا يكتبون ولا يقرأون وإنما للتربيه المثاليه يتسابقون..
وزيادة على أعمالهم الجليله يكلّف المستخدم بإمور خارج الدوام الرسمي وغير ملتزم بالدوام الرسمي ولا يتذّمر من هذه التكاليف فيجد نفسه من غير علم ولا تعلّم إستاذاً حمل رساله تربويه شريفه وتعليميه وزرع لنا أهم القيَم الأساسيه في مبادئ التعليم والخدمات الانسانيه.
ترحّموا عليهم وإسألوا وإطلبوا لهم جنات النعيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حمد بن محمد النويبت
٢-١٢-٢٠١٧م