عقدت الأمل حكمة للمؤتمرات والمعارض بالمنطقة الشرقية ـ مؤخراً ـ ندوة تحت عنوان: “طب الأعشاب علاج ووقاية” عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد استضافت الخبير والممارس العلاج بالأعشاب الأستاذ صالح المالكي، وقد حاورته الدكتورة أمل العلي.
وفى بداية الندوة رحبت المحاورة الدكتورة أمل بالحضور وقدمت نبذة مختصرة عن الضيف وخبرته الممتدة على مدى أكثر من عقدين في علم الأعشاب والعلاج به، وقد استهل الضيف الأستاذ صالح المالكي بداية حديثه بأن الله سبحانه وتعالى خلق النبات على وجه الكرة الأرضية قبل أن تطأها قدم إنسان أو حافر حيوان، حيث أن النباتات هي الغذاء الأساسي لكل مخلوق حي وبدونه لا وجود للحياة، وكما خلق الله عز وجل الداء جعل له دواء يستخرج من النبات لتداوى للأمراض، فالإنسان العاقل المفكر أن يهتدي إلى الأعشاب الشافية للأمراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج، وأن التداوي بالأعشاب ليس وليد اليوم، ففي الصين يحظى طب الأعشاب منذ آلاف السنين بمكانة مساوية للطب الحديث الغربي، وتقوم اليوم كثير من الجامعات الصينية بتدريس طب الأعشاب ويمارس اليوم من قبل ممارسين متدربين تدريباً عالياً ويحظى باعتراف حكومي، فعلى سبيل المثال وقعت فرنسا في العام 1995م اتفاقية مع الصين لإنشاء مستشفى في باريس يقوم بالمعالجة عن طريق طب الأعشاب.
وفي الجزيرة العربية حيث مهبط الوحي أمر نبي الله عليه افضل الصلاة والسلام أمته وأصحابه بالتداوي بالأعشاب التي كانت موجودة في زمنه وتداوى رسول الله بها، ومنها الحبة السوداء والحنا، ومداواة العين بالكمأة والقط الهندي في معالجة اللوزتين والتهاب ذات الجنب والصبر في أمراض العين والقروح والثفاء ضد الاستسقاء والسنا ضد الإمساك.
وفي ضوء ما تقدم أوضح المالكي بإن إيجابيات التداوي بالأعشاب لا حصر لها وبالأخص عندما تكون هذه الأعشاب قدمت للمريض بعد دراسات مقننة وإكلينيكية ومدروسة درجة أمانها، وقال: إن التداوي بالأعشاب هو مستقبل العالم العلاجي، وهو الدواء الناجع المأمون لأمراض الإنسان في كل مكان وزمان فالنباتات هي زرع الله الشافي وقد استخدمتها الحضارات البشرية عبر التاريخ، فيُعتبر التّداوي بالأعشابِ من أقدمِ أنواعِ الطّبِ البديلِ أو الطب المكمّل، وهو أسلوب علاج يختلف عن الطب الحديث أو التقليدي الذي يقدمه الأطباء في عياداتهم، وهنالك العديد من الفوائد المعروفة لهذا العلاج وأهمها قلة التأثيرات الجانبية للعلاج بالأعشابِ، حيث يتم استعمال مستحضرات طبيعية للعلاج فيتمُ استخدامُ نوعِ من الأعشابِ في علاجِ مرضٍ ما، ومن هذه الأعشابِ والأمراض التّي تعالجها:
خليط العسل مع بذور حب الرشاد فيمكن أن يشكل علاجاً فعالاً لعدد من المشكلات المرضية، وذلك بسبب احتواء كلا منهما على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، فيقلل من مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية بالجسم وبالتالي خفض الضغط المرتفع، ويعمل كأحد مدرات البول القوية، حيث يساعد في خفض نسبة البوتاسيوم في الدم، ويعمل على خفض نسبة سكر الدم حيث يشكل الخليط مزيجا غنيا بالبروتين، ويساعد على نزول الدورة الشهرية، لأنه يساعد على زيادة تيار الدم، ويعمل كأحد مضادات الأكسدة، مما يحمي الجسم من عدد من الأمراض، ويساعد على علاج الأنيميا بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الحديد، ويساعد في علاج كسور العظام وعلاج التهاب المفاصل.
كما تناول الحديث عن فوائد الحبة السوداء والمرو الجرجير والبابونج الحلبة واليانسون وعسل السدر.
وعن كيفية استخدم الأعشاب أكد أنه يختلف الجزء المستخدم في العلاج من عشبة إلى أخرى، وعلى سبيل المثال البابونج، حيث يستخدم منه الزهرة فقط، كما تطرق إلى أنه يمكن استخدام الأعشاب على عدة هيئات كعصائر ومراهم ومساحيق وبخور أعشاب.
وفى ختام اللقاء شدد المالكي علي عدة نقاط، بضرورة غسل الأعشاب قبل استخدامها للتأكد من خلوها من الغبار والأتربة وبعض الحشرات واليرقات، وضرورة أخذ الأعشاب من مصادر موثوقة وسؤال ذوي العلم والخبرة عن كيفية استخدام كل عشبة ولما تستخدم، كذلك الالتزام بالتوصيات والإجراءات والاحترازية للوقاية من مرض كورونا، وأنه لم يثبت لاي من الأعشاب فعليتها في علاج مرض كورونا.
وقد لقيت الندوة حضور وتفاعل عدد كبير من قبل كافة أطياف المجتمع ومحبى ومهتمي العلاج بالأعشاب من أقطار الوطن العربي.