تواصلتُ صباح اليوم السبت الحادي عشر من شهر الله الفضيل ذو الحجة أول أيام التشريق في حج هذا العام ، والذي لم يشارك فيه فئة المطوفين في تنظيم الحج وخدمة الحجاج ، كما هي العادة في كل عام منذ زمن بعيد ، فرصدت في صحيفة شاهد الآن الالكترونية مشاعر واحد من خدام ضيوف بيت الله الحرام عضو مجلس إدارة حجاج مؤسسة حجاج الدول العربية الأستاذ محمد حسن معاجيني والذي أعاد شريط ذكريات أعمال الحج الجليلة ، والذي بدأ العمل في خدمة الحجيج منذ ان كان طفلا وبدأت علاقته بحجاج بيت الله الحرام بائعا للشاهي عبر مبسطة الصغير في حي شعب عامر ، وتنقل معاجين بين اعمال عديدة ذات علاقة مباشرة بالحجاج من وظيفة مؤقته في الحرم المكي الشريف إلى مكاتب المطوفين قبل المؤسسات ، حتى اصبح مطوفا وأول مهام في مجال الطوافة عمل موظفا مع العم “عبداللطيف الغنام “- عليه رحمة الله – وهو احد كبار المطوفين ، ثم دخل في اعمال مؤسسة حجاج الدول العربية كمطوف ، ونال عضوية مجلس إدارة المؤسسة ومازال يتمتع بتلك العضوية لأكثر من عشرون عاما
ومعاجيني يروي أنه بدا عضوا في احد مكاتب الخدمة ثم نائبا لرئيس المكتب ، مبينا أن أكثر خدماته طوال تلك السنوات مع حجاج جمهورية السودان ، ثم مشرفا بقطاع البحر الاحمر ، ثم عضوا في مجلس أدارة .
وتدرج معاجيني خلال مشواره في خدمة الحجاج في المؤسسة كعضو مجلس إدارة عمل داخل المؤسسة بعدة مهام حتى وصل نائبا لرئيس مجلس الادارة
وذكر معاجيني انه عاش مواقف عديدة خلال مشواره الطويل في خدمة حجاج بيت الله الحرام منها المحزنة ومنها المفرحة ، وفيها عبر وعظة ، وقال : أن من أعظمها قصة في أحد المواسم كانت الأجواء باردة أثناء فترة الحج والتقيت بأحدي الحاجات وقد ضيعّت زوجها وعندما وصلت عندي كانت منهكه تماما وتعاني من التعب والارهاق ، ومنهارة تماما وتبكي بكاءً مريرا ، وقمت بتهدئتها ، وأعلنت عبر التواصل اللاسلكي عن زوجها الضائع ، وخلال نصف ساعه تلقيت اتصال مفاده أن الحاج المبلغ عنه موجود في منطقة المعيصم ، فطلبت إيصاله إلى المخيم لجمع شمله مع زوجته ، وعند وصوله كان حافيا متعبا ومنهكا جدا ، ولما راته زوجته اقتربت منه وعانقته وكأنها تعانق ابنها في موقف مهيب جدا اثر على الحاضرين كثيرا ، وطلبا مني البقاء في المؤسسة وإكمال الحج ، وعند الصعود إلى مشعر عرفه التقيت به وهو في كامل السعادة وتمام الراحة ، وامسكا يدي هو وزوجته وأخذ يدعيان لي دعاء مؤثرا ، وابلغ ما سمعت في دعائمها “الله لا يجعل الحزن يبدو على محياك طوال العمر ” وهذا دعاء لن انساه ابدا
وفي موقف آخر قصة الحاج الذي سقطت حقيبته عند المغادرة من مكة إلى المدينة المنورة على متن الحافلة ، وعند ملاحقته للحقيبة قدر الله عليه بحادث دهس وتوفى بعد ذلك ، وحضر أهله وتم دفنه في مكة المكرمة ، وهذا لن انساها
وفي ثالث المواقف الذي يرويها معاجيني قصة الحاج الذي فارق الحياة بعد إتمام الحج والزيارة إلى المدينة المنورة وفي الطريقة بين المدينة المنورة وجدة توفي على متن الحافلة ، ومن المفترض وحسب النظام أن يدفن حيث توفى وهو الان قريب من مدينة جدة ، لكن قدر الله أن يقوم سائق الاسعاف بنقله إلى مكة جهلا منهم ، وبعد الاتصالات تم صدور موافقة بدفنه في مكة المكرمة
ويفاخر معاجيني برفاق المهنة منذ بدايته وحتى الآن وذكر منهم المطوف الاستاذ فؤاد مدراسي الاب الروحي الذي تعلم منه اسرار المهنة ، وكذلك استاذه ومعلمه المطوف حسني عيد الذي استقى الصنعة منه وتدرب وتعلم علي يديه ، كما ذكر من زاملة منذ قدومه للمؤسسة ودخول كعضو مجلس وقال : في مقدمتهم رفيقة دربي زوجتي الغالية رئيس القسم النسائي الأستاذة لينه خشيم “ام حسن” وهي من اقرب المعاونين لي في مشوار الطوافة ، وهو يدين الفضل دائما لأخيه الأكبر والذي يقوم مقام والده الاستاذ سليمان معاجيني والذي كان له الفضل بعد الله في مشوار حياته
واشاد معاجيني بمجموعة المطوفين الشباب الان ذكر منهم احمد مطر ، ومازن مطر ، وفراس الدوبي ، وفارس بانه ، ووسيم بوشه ، وعبدالله مداح ،ووجدي مداح ، ويتوقع لهم مستقبل زاهر بأذن الله
وتذكر معاجيني ذكريات الحج في مثل هذه الايام من كل عام وقال ” عندما نبدأ بأعمال الحج لا ننعم بالأكل أو الشرب أو حتى النوم والراحي نواصل الليل بالنهار ، وأتذكر المشي الطويل على الأقدام في المشاعر المقدسة ربما تتجاوز في اليوم الخمسة عشر كيلومترا