تظل الأحساء ينبوعاً يتدفق بالمواهب وساحة يستعرض بها المبدعون في شتى المجالات والمسرح ساحته واسعة استمرت ولا زالت تقدم لنا نماذج ذات عطاءات منجزة ومن بين هؤلاء سلطان ابن المخضرم أحمد النوة الذي أخذته «شاهد الآن» جانباً كأول المبدعين بعد والده ومن انطبق عليه القول (الشبل من ذاك الأسد) نترككم معه في هذه الدردشة:
تأثرت بوالدي
*لماذا اتجهت للمسرح؟ وهل بسبب الوالد؟
ـ بالطبع كان لوالدي تأثير علي ولكن بطريق غير مباشر، فقد كان حريص بأن يصحبني معه للجمعية، منذ أن كنت في العاشرة من عمري وقتها كنت أحضر بروفات مسرحيات الأطفال والاستعداد لعرضها أيام العيد، كنت أشاهد المخرجين سامي الجمعان وعلي الغوينم ويوسف الخميس وكذلك على المسرح كنت أرى تفاعل الممثلين مع بعضهم البعض منهم عبدالله التركي وعلي الشهابي وحمد الجاسر وغيرهم من الممثلين، وعندما سألت والدي عن ما يحدث اخبرني بأن تلك التدريبات تسمى بروفات للعرض المسرحي القادم، وقتها كنّت حريص على الحضور وبشكل يومي للبروفات وبالرغم بأني حفظت العمل بحواراته وأغانيه إلا أنني وفِي يوم العرض الأول أمام الجمهور كنت أكثر المتفاعلين مع العرض أتأثر في مشاهد الحزن وأفرح وأصفق بمشاهد الانتصار و أضحك عند كل موقف كوميدي، وكل تلك الحالات النفسية والتفاعلية التي مررت بها جذبتني للمسرح (كمتفرج) منذ العام ١٤٠٩هـ وقد كانت أبرز الاعمال المسرحية التي حضرتها في تلك الفترة مسرحية (فهمان والأغبياء) ومسرحية (الرسوم المتحركة) إلا أنني لم أشارك في أول عمل إلا في العام ١٤١٦هـ، وبعدها استمريت وتوالت الأعمال تباعاً من فني إضاءة إلى ممثل ومؤلف ومخرج وسينوغراف.
الجمعية والإعلام
* أنت في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ذو دور إعلامي كبير.. ما مدى تعاون الإعلام مع أنشطة الجمعية؟
ـ عندما تولى الأستاذ علي الغوينم إدارة الجمعية، طلب مني بأن أتولى الإشراف على قسم الإعلام بالجمعية بالإضافة إلى كوني عضواً بقسم المسرح منذ إدارة الدكتور سامي الجمعان، ولحظتها ترددت في الإشراف على قسم الإعلام وبعد أن تولى هذا القسم أساتذة قبلي قدموا الكثير لإعلام الجمعية منهم خالي سعد الحرشان وعبدالله الملحم رحمهم الله وسالم السبيعي وغيرهم، إلا انني تواصلت مع الكثير من الإعلاميين بالإحساء ووجدت منهم التشجيع والتحفيز والمساعدة وكذلك ما وجدته من إدارة الجمعية ومشرفي اللجان من تعاون استطعنا ولله الحمد إيصال صوت الجمعية، ونشر برامجها وفعالياتها في جميع الوسائل الإعلامية الممكنة من صحف ورقية وإلكترونية وقنوات إخبارية وغيرها، وما زلنا نجد كل التقدير والاهتمام من كل الإعلاميين والإعلاميات، وأنت أولهم استاذي إبراهيم الجريسان، ومن هذا المنبر ونيابة عن إدارة الجمعية وأعضائها نوجه لك و لهم كل الشكر والتقدير والامتنان.
المسرح المدرسي لا يزال
* أين المسرح المدرسي؟ وما هي شراكة الجمعية مع التعليم؟
ـ حقيقة المسرح المدرسي موجود ولا زال يقدم في المدارس رغم ان الحاجة إلى تطويره والاهتمام به أكبر وأكثر وهناك توجه من الوزارة للاهتمام بالمسرح المدرسي لما له من قيمة وأهمية في اكتشاف المواهب والرسائل التعليمية والتربوية المهمة والتي يقدمها هذا المسرح، وسبق بأن كان هناك تعاون ما بين جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وإدارة التعليم فيما يخص المسرح وآخرها استضافة إدارة التعليم بالأحساء لتصفيات المسرح المدرسي على مستوى مناطق المملكة العام الماضي، ومشاركة مجموعة من إدارة وأعضاء الجمعية في الندوات التطبيقية بعد العروض منهم مدير الجمعية الأستاذ علي الغوينم ومشرف لجنة المسرح الأستاذ نوح الجمعان، والتعاون قائم في الفترة المقبلة لتنفيذ دورات مسرحية متقدمة وورش تدريبية واستضافة عروض مسرحية.
الجائحة أوقفت النهام
* ما جديد سلطان النوة سواء مع الجمعية أو على المستوى الشخصي؟
ـ قبل جائحة كورونا كنّت قد قطعت شوطاً في بروفات عمل مسرحي قادم من تأليف الأستاذ عبدالرحمن المريخي (رحمه الله) وبعنوان (النهام بحر) من إخراجي وتمثيل نخبة من أبرز ممثلي مسرح الأحساء، بالإضافة إلى بعض الوجوه الشابة الجديدة، إلا أن ظروف الجائحة الزمتنا التوقف والحفاظ على التباعد ويحدونا الأمل في العودة مستقبلاً لاستكمال البروفات عندما تعود الأمور إلى طبيعتها، وبإذن الله واثق بأن يحظى هذا العمل بالاهتمام والتفاعل من قبل الجمهور لا سيما بأن قصة العمل نابعة من الموروث الشعبي والتي تميز نصوص المريخي رحمه الله تعالى، بالإضافة إلى انتهائي من كتابة أوبريت وطني لإحدى المؤسسات بعدما طُلب مني ذلك، وسوف نكشف النور عنه في المستقبل القريب، كما أجهز الآن لإطلاق مجموعة من الدورات التدريبية في المسرح مع بداية الفصل الدراسي الأول للعام ١٤٤٢هـ ومن خلال عملي الإشرافي بقسم النشاط الطلابي الثقافي بإدارة التعليم بإذن الله تعالى.