أقبل اليوم الصعب الذي لا مفر من مواجهته مع تداعيات جائحة فايروس «كورونا كوفيد 19» والتي احدثت أزمة إقتصادية أدت إلى تخفيض الرواتب وفصل بعض موظفي القطاع الخاص الرابح صاحب القرش الأبيض لأنه يمتلك كرامة مالية وفن إدارة المال.
وقوفًا على هذا الحدث المهم «شاهد الآن» التقت «بمستشارين ومختصين» في فن إدارة المال لنتعرف على كيفية الإستعداد للأزمة وتتجنب الأخطاء الشائعة في الصرف؟
الأزمة المالية
أشار الخبير في فلسفة الإستثمار الدكتور ماهر آل سيف إلى أن الأزمة المالية هي وضع غير مستقر وغير معروف سابقًا، ولكي نتجنب حدوث الأزمات وتأثيرها علينا ان نصع سيناريوهات للأزمات ومحاولة وضع حلول لهذه التصورات في خطة والخطة عبارة عن مجموعة خطوات هذه الخطوات تعالج مشكلة حادثة فعلاّ أو مشكلة مستقبلية.
وأكد أنه لا بد أن تكون هناك بدائل لمعالجة هذه الأزمة أو هذه المشكلة لكي أعمل لها عدة طرق لحلها وبالتالي أتوقع هذه الأزمات واتوقع المشاكل وأحاول ان أضع خطة وطرق لمعالجتها قبل حدوثها وأثناء الحدوث بحيث التزم بالخطة التي جهزتها مسبقا كي أخرج من هذه الأزمة.
وسطية الصرف
وأوضح أنه ليس من الصواب أن نسير على المثل «أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» فالله سبحانه وتعالى يقول «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط» أي لا تكون بخيل جداّ بحيث لا تستفيد من المال الذي تصرفه وأيضاّ لا تسرف لأن النتيجة في الحالتين هي الحسرة والندم لذلك لا تطبق هذا المثل بل تطبق القاعدة الشرعية وهي الوسطية.
وفر ثم اصرف
وأضاف: القاعدة الإقتصادية تقول وفر ثم أصرف فلا بد أني أوفر ثم أصرف والباقي يتم توزيعه على الأمور الأساسية «الحاجات وليس الكماليات»، وإن كانت هناك كماليات يكون لها مبلغ بعد عمل ميزانية الأساسيات نبدأ في شراء الكماليات إن كان لها ضرروة.
الكرامة المالية
وأستطرد قائلا: هناك ثلاث ركائز أساسية للتجاوز الأزمة، فالركيزة الأولى هي الكرامة المالية، فلا بد أن يكون لدي الفرد مدخر احتياطي من المال لمواجهة على سبيل المثال مبلغ من 5000 إلى 10000 ريال لكي لا تكون لدي أي مشكلة تتحول إلى أزمة وحتى أحفظ ماء وجهي واتجنب الطلب من الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، أما الركيزة الثانية فهي كرامة الأسرة من توفير راتب يتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر وهو احتياطي يكفي للبحث عن وظيفة أخرى في حال الفصل ويساعدك في دفع أيجار السكن وأقساط السيارة والمستحقات المالية للآخرين وبالتالي تحفظ كرامة أسرتك من مطالبة الأخرين لهم بالتدفع بدل عنك، أما الركيزة الثالثة فهي الإدخار إلى ما بعد التقاعد وهي كرامة المشيب، حيث ستكون غير قادر على العمل كما كنت شابًا.
فرص العمل
وزاد : تتضاءل فرص الحصول على العمل كلما تقدم الإنسان في العمر فعند حدوث الإستبعاد، الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 48 أقل فرصة في الحصول على العمل من فئة الشباب والسبب أن نشاطهم أقل وغير قادرين على التطور السريع ومواكبة التكنولوجيا الجديدة وفترة تقاعدهم قريبة لذا كان الإستعداد المسبق والإدخار مهم لمثل هذه الأزمات.
ميزانية أسرية
وقال : يلزم على الفرد ورب الأسرة منذ بداية التحاقه بالوظيفة عمل التالي: وضع ميزانية أسرية والإلتزام بها لذلك هناك مثل يقول: «كثير من الفقراء أصبحوا فقراء ليس لقلة المال لكن بسبب إدارة المال».
فن إدارة المال
وأكد آل سيف أن إدارة المال فن نتقنه بالممارسة والإبتعاد عن الديون والسلف فالسلف تلف، كذلك تجنب استخدام البطاقات الإئتمانية فهي مضيعة للمال وتعرف أنك تصرف مالا تملك وتشتري ما لا تحتاج، أيضا الإبتعاد عن القروض، عليك أن تعيش بما لديك فحياتك مختلفة عن الآخر وتذكر القاعدة الإقتصادية الصحيحة وفر ثم أصرف.
وختم بقوله : تستطيع الآن أن توفر وتحتاط للأزمات، فقد لا ترغب وانت تستطيع ولكن حين تأتي الأزمة لا تستطيع حلها فإذا وفرت تستطيع وترغب سيأتي يوم ترغب وتستطيع لأن لديك المال والتوفير.
جزء اقتصادي
أما المستشار والخبير المالي المدرب خليل الفريح فيقول : الأزمة المالية هي جزء من الإقتصاد الكلي، حيث تشهد أسعار الأصول انخفاضًا حادًا في القيمة، ولا تستطيع الشركات والمستهلكون دفع مديونيتهم، وتعاني المؤسسات المالية والبنوك من نقص في السيولة كنتيجة لذلك تقوم الشركات والمؤسسات بالإستغناء عن خدمات بعض الموظفين أو تخفيض الأجور.
الإستعداد للأزمات
واضاف: تجنب الأزمة المالية ليس بيدنا كأشخاص، ما نستطيع عمله هو الإستعداد لمثل هذه الأزمات لنعديها إلى بر الأمان بالإعتدال في الصرف ووضع مواردنا المالية في مكانها السليم لضمان حياة كريمة مستدامة، مؤكدًا أنه من المهم جدًا أن يكون لدي إستراتيجيات شخصية لأكون شخص مبادر وأضمن حياة كريمة مستدامة لي ولمن أعول، فأولًا يجب علينا الإدخار وأن ندفع لأنفسنا أولًا قبل ما أسدد فواتيري أضع خطة للإدخار، بمعنى لو أحببت أن أوفر 60 ألف ريال خلال 5 سنوات، فيجب علي أن أوفر ألف ريال في الشهر، من الطرق المجربة هي عمل حساب إدخار من دون بطاقة وربطه بالحساب الجاري، بعض البنوك يمكنك من جدولة تحويل شهري لهذا الحساب، أول ما ينزل الراتب يتحول مبلغ الإدخار بشكل مباشر.
كما أنه من المهم أن تخطط لمصروفك الشهري والسنوي وحتى الأسبوعي، فبإمكانك استخدام الإكسل أو تحمل أحد برامج إدارة المصاريف الشخصية وهي كثيرة.
الإستعداد لوظيفة أفضل
وقال: يتوجب علينا سواء كنا شباب أو قضينا سنين طويله من الخبرة، أن يكون لدينا خطة مهنية واضحه بقدر الإمكان. مع تطوير الذات من خلال الإستعداد لوظيفه أفضل من ناحية تطوير مهاراتي الشخصية والتقنية، إعداد سيرة ذاتية إحترافية وحضور أو متابعة بعض المصادر التعليمية المجانية في اليوتيوب وغيره.
تعدد مصادر الدخل
وأشار إلى أنه يجب علينا لمواجهة هذه الأزمة أن نعدد مصادر الدخل بقدر الإمكان، حتى إذا خسرنا مصدر يكون لدينا مصدر يساعدنا لنعدي المرحلة القادمة فهنالك الكثير من الشركات الآن بإمكان الأشخاص بغض النظر عن الجنس أو العمر الإلتحاق بهم بشكل جزئي لزيادة الدخل مثل شركات التوصيل وغيرها، وهنالك الكثير من المواقع بإمكاننا إستثمار مهاراتك فيها وتحويلها إلى مصدر دخل مثال مهارات الخط، الكتابة، التصميم وغيرها.
كن مبادرًا
وختم بقوله: أود أن أنوه أنه يجب علينا أن نستلم زمام الأمور ولا ننتظر أحد ثاني ينقذنا، كن مبادر وأبحث عن مصادر دخل إضافية فالشغل ليس عيبًا ولا حرامًا، ولا تحمل هم الناس والمجتمع، فإرضاء الناس غاية لا تدرك، وإذا واجهتك مشكلة أو معضله لن يساعدك أحدًا أفضل منك (ما حك جلدك مثل ظفرك).