تعتبر حفلات الطلاق حدث جديد مع أنه لقي انتشار كبير بين طبقات المجتمع وليس بغريب أن نستيقظ يوماً ونجد فيه حفلات الطلاق أمر أساسي مثل حفلات الزفاف والتخرج والخطوبة، ولا يوجد خلاف حول ” إن أبغض الحلال عند الله الطلاق” ، ولكن مثل هذه الحالة تعد من حالات الحزن التي يترتب عليها انفصال زوجان ويكون في أصعب حالاته عندما يكون لديهم اطفال، والعجيب في هذا الزمان أصبح الطلاق أمر عادي في المجتمعات بل تحول إلى حدث يقام الاحتفال له، وما يثير الدهشة في الأمر إنها تحولت إلى عادة في معظم البلاد العربية وغيرها فأصبحوا يتعاملون مع الطلاق وكأنه احتفال لإعلان الانفصال.
مع أنها احدى العادات التي تم استيرادها من الغرب وأكثر البلاد التي لديها حفلات أساسية عند الانفصال اليابان والصين، حيث إنهم يعتبرونه نوع من أنواع التباهي والتفاخر بثقافتهم في محاكاة الغرب، كما أن أسرة المرأة المطلقة يتظاهرون عن مدى سعادتهم حتى لا يجدون أي نوع من الشفقة اتجاهها ومن ناحية اخرى فيعتبرونها من أنواع تخفيف الضغط النفسي الذي تتعرض إليه المرأة، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن الهدف من إقامة حفلات الطلاق إزالة التداعيات النفسية السلبية التي تخلفها حالات الطلاق في محاولة للتخفيف من الآلام العاطفية، وتختلف تماما من بلد لأخرى فمثلا في السعودية تقيم بعض السيدات حفلات طلاق من أجل توجيه رسالة إلى الطرف الآخر بإن الطلاق لم يزعجها أو يتسبب لها بمأساة ولكنه أمر ساعدها على التخلص من سيطرة زوج وخاصة إذا كان الزوج شخص سيئ ويعامل زوجته بعنف ويجرحها ويتطاول عليها ويعذبها.
ومع أن حفلات الطلاق ليست محرمة ولا يوجد نص شرعي بتحريمها إلا أنه هناك من يحرص على إقامتها كنوع من الاعلان عن بداية حياة جديدة والتخلص من الماضي بكل ما يحتويه من ذكريات مؤلمة، وأخيراً…. قد لا يكون الطلاق نهاية سعيدة بل بداية لشقاء والعناء وخصوصاً إذا يوجد بين الزوجين أبناء، وما يترتب عليه من تفكك وضياع التربية بعد الانفصال، وهنا يأتي دور محكمة الأحوال الشخصية في الاصلاح بين الزوجين قبل الانفصال النهائي وتذكيرهم بحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)) رواه مسلم
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة: قلنا بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين).
الكاتب/ عبدالله الزبده