” رسيتو ” مدينة في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية شارك سكانها في دراسة علمية أستمرت قرابة خمسين عاماً ، من خلال إحصاء رسمي للسكان في الستينات، أكتشف أنه لا يوجد بينهم من توفي بمرض قلبي تحت سن الخامسة والأربعون مع الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أعلى معدل إصابة بأمراض القلب بين دول العالم .
في رسيتو ، كان معدل الوفيات جراء الإصابة بأمراض القلب حتى فوق سن الخامسة والستين أقل بكثير من باقي الدولة ، ولم تحدث أول وفاة يتم تسجيلها هناك على الإطلاق إثر نوبة قلبية لدى شخص تحت سن الخامسة والأربعون حتى عام 1970 م .
تقاطر العلماء من جميع أنحاء العالم إلى المدينة ، وأخذو عينات من الماء ودرسوا النظام الغذائي ، حتى أنهم اختبروا الأحوال الجوية ، على مدى أعوام لم يستطيعوا العثور على السبب المنطقي الذي يحمي الناس في ” رسيتو ” ببساطة من أمراض القلب !!.
إلا أنهم اكتشفوا السبب في نهاية المطاف ، وبعد سنوات من البحث المضنى ، بما في ذلك دراسة السكان أنفسهم ، واكتشفوا أن الروابط المجتمعية الوطيدة بين السكان هي التي عملت على حمايتهم من أمراض القلب .
لذا من السمات التي تميز المجتمع المغلق ، هو مساعدة الناس بعضهم البعض ، وهو ما يشير إليه علماء النفس ” السلوك المؤيد للمجتمع “؛ وهو أي تصرف يقصد منه نفع شخص آخر ، مثل المشاركة ، التعاون ، المساعدة ، التعاون ،العطاء “أي باختصار سلوك اللطف ، المحفز لإفراز الأوكسيتوسين كالنهر في الجسد مما يعمل حصانة قوية بإذن الله تعالى للقلب ، والمسبب لانخفاض ضغط الدم ، والمرخي للشرايين والذي بدوره يحمي من النوبات القلبية والسكتة الدماغية .
والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول “من سرّه أن يُبْسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره ، يؤخر له في عمره فليصل رحمه” ، وليصلهم بجسده ، بتواصله الهاتفي ، بدعواته لهم ، بالترحم عليهم ، بالكلمات الطيبات المباركات حين لقياهم ، بالذكرى الطيبة لهم ، فهو لن يتعافى فقط ، بل يبسط له في رزقه ، ويبارك في عمره .
باللطف والتلطف ، يمكن أن نعيش عمراً من العافية بلا أذى ، بحسن الظن فيهم ، بمحبتهم صدق المحبة ، بالكلمة الجميلة التي تحيا الأمل وترممه فيهم، بحسن استقبالهم ، وكريم وفادتهم ، وتقديم الهدايا لهم كذلك .
نحن في الحقيقة أقوياء بمدد القوي سبحانه ، ثم بتواصلنا مع ذوي أرحامنا ،وبإيداع رصيد من المحبة في دواخلهم ، بالكلمات اللطيفة ، والتعامل الألطف ، بحسن مواساتهم ، والوقوف جنباً لجنب في مصابهم
ويمتد أثر الصلة والتواصل مع الأصدقاء اللطفاء الذي يبهجون خواطرنا ، بالكلمة التي تنبت شجراً من يقطين الحب فينا ، وبتعاملهم واحترامهم ، وكريم سجاياهم .
” صديقتي وضحى ” بين عدة أسابيع في بكور اليوم ، تتصل هاتفياً بمكالمة منعشة للاتصال والاطمئنان ، فعلياً هي تخلق الفرق في يومي ، بعبارات مشبعة بالحب ، مغلفة بكثير الود والتقدير ، ثم تختم حديثها بوابل الدعوات لي ولأسرتي وأخواتي ، أشعر بعدها بشحن ايجابي لمدة يوم كامل ،و لأني أؤمن للكلمة سحر من طراز خاص .
اللطفاء هؤلاء تواصلهم يوقظ الأمل فيك ، ويشعرك أن الحياة بخير ، وأنك تستطيع النهوض مجدد ، وأن بعد الليل الأسود فجر يشق عباب الحياة بجماله وبهاؤه ، حتى لا تلبث أن تتنفس مجددا لمهامك الكبرى وأنت منتشياً فرحا .
كيف لا تتعافى ، والعافية تدب جسدك وتواصلك وصلتك بالأحباب باتت أقوى وأكثر تماسك وتلاحم ،والكريم يفيض بسيول رحمته عليك بالمقابل .. فاللهم لك الحمد .
كتابنا
> تأثير رسيتو …
تأثير رسيتو …
12/10/2019 6:14 م
تأثير رسيتو …
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/109891/
التعليقات 3
3 pings
زائر
14/10/2019 في 10:23 ص[3] رابط التعليق
المحبة والتواصل اللفظي والجسدي والدعوي والمعنوي والبصرى نعمة من المولى.ابعد الله عنك كل اذى وملأ الله قلبك سرورا د/وفاء
زائر عبير
14/10/2019 في 10:40 ص[3] رابط التعليق
المحبة والتواصل اللفظي والجسدي والبصرى والمعنوي نعمة من المولى .ملأ الله قلبك بالسرور والانشراح د/وفاء
شذا الخراع
14/10/2019 في 10:45 ص[3] رابط التعليق
رائع المقال سلمت أناملك يادكتورة وفاء ، والحمد لله على نعمة الروابط الاجتماعية في دولنا العزبية والخليجية وبالأخص بالسعودية وبشكل محدد الأحسائيون مميزون بعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية المترابطة والمتآلفة .
أدام الله لنا هذه الروابط مدى الحياة