عيدكم مبارك ، ودامت أيامك سعيد بنكهة يوم العيد ، وكلمة ( العيد ) ، أو حينما يدعو لك أحدهم بأن يجعل يومك كيوم العيد ، تبتسم لاإرادياً ، وتسافر بمشاعرك هناك لترى بمخيلتك مظاهر العيد ، وتتذوق سكاكر العيد ، وتسمع أهازيج التهنئة به .
العيد فسحة ربانية لنرى السعادة بأعيننا ، وقلوبنا ، ونتذوقها بكل حواسنا وجوارحنا ،ونحن نرتدي أجمل ملابسنا وحلينا ، ونرتب كلماتنا وتهنئتنا ، لنفوز بسبق السباق لأن تكون الفرحة أكبر وأكبر فينا .
في العيد نحن نعمل إيقاف مؤقت ، وخلف الكواليس لكل ما يؤرقنا ، ويجهدنا ، لنكون مع الركب قلباً وقالب ، ولتكون فعليا فرحتنا فعلية كما يحبها ربنا منا .
في العيد تظهر ألستنا أقوى عبارات الحمد والامتنانوعلى مكث، لكل نعمة مهما صغرت في حياتنا وحتى اللحظة الحالية ، لنبدو أجمل ، لنستشعر أننا فعلياً في زمان الفرح الحقيقي والفعلي مهما عظم ما نمر به ، إن كنا فعلياً نصدق نريد الاحتفاء به !!، ولماذا ، ببساطة لأنه فرحة جماعية ربانية روحانية تغمر وتكتسح القلوب والأرواح بلا هوادة .
وكل هذا الحبور والسرور في العيد ومن أعماقك ، يجعلك فعلياً تتعافى من ندوب الماضي ، وآلامه ، أن كانت روحك متوافقة ومتصلة ومتناغمة مع عقلك ، وادركت فعليا ” شعيرة العيد ” ، أما إذا كنت في العكس فلا عزاء لروحك البتة ، إلا أن يعفو الله عنك .
إذا كنت فعلياً ترغب وجاد في حضور العيد بقلبك ، ما عليك أن تلتفت لكل ابتسامة بقربك ، وتفاعل معها ، أدرك أنها حقيقية ، وجميلة ويكسوها البهاء ، عمق تركيز لمذاق الطعام ، وتلذذ في كل لقمة فاتنة لتستشعر كم هي ممتعة بحق ، ولامثيل لها ، شاهد ألوان الملابس والأغطية ، ومتع بصرك بجمالها وتمازجها ، وأناقة مرتديها ، انتبه لتفاصيل العطور ، ستعرف قوتها بقوة أصحابها، احتفظ بنسخة منها في قلبك ، لتدرك قوة الفرح فيها ، وذكاء أربابها .
في الحقيقة العيد أكبر بذلك بكثير ، وإذا أردت أن تدرك ولو بشيء يسير من تلك العظمة ، استمع لنبضك ، حينما تصلك تهنئة أحدهم ، ودعاؤه الطويل لك ومن سكن فؤادك ، والزمن الذي تتمنى لو يتمدد من جمال العبارات التي تنساب في أعماقك ، وقوة اللهفة واقباله عليك لتكون في قلبه ، لقوة العلاقة ومتانتها بينكم وحضوركم الآن للعيد!! شعور اعتقد لا تستطيعها كلمات !!.
لا تجعل زمن العيد يغادرك شعورياً بل وحضورياً ، دونما تأخذ حقك بالكامل منه ، العيد سعادة ، بهجة ، فرح ، ألوان ، سرور ، نقاء ، صفاء ، شذى ورد وعنبر ، وأشياء كثيرة ، كن حاضر به بكل ما تملك ، تحمس لعيش كل لحظة يقيناً بالله ومن الله بأن القادم أجمل بقدرته ، أرتدي أشرعته ، أسكب على فؤادك من معانيه الجميلة بل والنادرة ، عيش تفاصيله بهدوء الواثق ، وتمسك بكل لحظة ، ليعيش هو فيك في زمن أطول تحتاجه للحظات العجاف ، وتستورد شيء من عبقه آنذاك ، فالعيد فرح في فرح ، ورب الفرح زدنا فرح .
فضلاً إذ كنت وصلت هنا ، فابتسم من قلبك فأنت الآن في ضيافة العيد ، ولا تسل عن حالتك الشعورية بعدها ، جرب وأنت الحكم .
التعليقات 2
2 pings
زائر
14/08/2019 في 2:19 م[3] رابط التعليق
تتجدد الاعياد بصياغتك لها استاذتي القديرة
ممتنة لك?
ابتهال البوخديم
15/08/2019 في 1:33 م[3] رابط التعليق
كل مقالاتك أستاذتي الكريمة تنم عن ثقافة جمة و طريقة عجيبة في صياغة العبارات التي تلامس القلب قبل ان تقرأها العيون …. مقالاتك دوما ما نعيد قراءتها اكثر من مرة و نتلذذ كل مرة بشكل مختلف و في كل مرة تلامسنا بشكل مغاير الله با يحرمنا وجودك و ابتسامتك و دعائك و قلبك الصافي دمتي فخرا للجشة و الاحساء و السعودية