فمنذ الثمانينيات دأبت إيران على السعي بين تدويل وتسييس الحج طمعاً في أن تكون هي المشرفة عليه، من دون احترام للسيادة الوطنية للمملكة العربية السعودية ولا حرمة المقدسات عند المسلمين، فقد صرح المسؤولون الإيرانيون في أكثر من مناسبة عن رغبتهم في تدويل الحرمين والاستيلاء عليهما، حيث إن المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي له خطابات يدعو فيها إلى إقامة النشاطات السياسية في الحج، فقد أضفى هو وملاليه الجدد على القضية أبعاداً طائفية عميقة، وعدّوها من “الجهاد الأكبر”، وهي بالنسبة إلى النظام الإيراني ورقة ضغط سياسية ضد السعودية، يستخدمها وحلفاءه في المحيط الخليجي والعربي والإسلامي ولكن دون جدوى.
وتكرر الفشل عندما حاول العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أما الأن فيبدو أن دويلة قطر تحاول عمل مالم تستطع علية إيران فعله أثناء منعها 80 ألف حاجاً من الذهاب إلى مكة لمدة أربعة مواسم، والان الدوحة تمنع ألف و600 حاج وتظن أنها قادرة على إرباك موسم الحج واستغلاله سياسيا في عزلتها.
واليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما حاول أبرهة الحبشي بناء كعبة خاصة به، وعندما يئس من مجيء الحجاج إلى كعبته، حاول هدم بيت الله الحرام، فكانت نهايته بحجارة من سجّيل أيضاً في التاريخ العربي محاولات كثيرة لسلب أهل مكة حقهم في سقاية الحجاج وخدمتهم، فحاول البعض بناء كعبات خاصة، ومنها كعبة شداد الأيادي، وكعبة غطفان، وكعبة ذي الشري، وكعبة ذي غابة الملقب بالقدس، وهي جميعها محاولات خبيثة لإيجاد محجات أخرى، وصرف الحجاج عن بيت الله الحرام بمكة.
والسعودية أكدت وفي أكثر من مناسبة رفضها التام أن تتحول شعيرة الحج إلى تحقيق أهداف سياسية، أو خلافات مذهبية، وأنها تؤكد حرصها الدائم على لم شمل المسلمين ومد يد العون لهم، والعمل على دعم الجهود الساعية لما فيه خير الأمة الإسلامية، حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين وحكومتنا من كل مكره.
كتابنا
> الحج سياسة ام عباده
الحج سياسة ام عباده
11/08/2019 11:03 م
الحج سياسة ام عباده
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/101990/