العديد من الاستشارات وتناقل الخبرات وفرض السلوكيات في الحياة الزوجية تجعل من فهم الطرف الآخر أمر معقد ، فأنت يجب عليك فهم سلوكيات وتصرفات ومزاجات الطرف الآخر حتى تستطيع فهمهُ ثم التعامل معه (أره أمر ذو مشقة وغير عملي ) لأنك تعمل هنا كطبيب نفسي لا شريك حياة ، ستضطر في نهاية المطاف الى اخذ صفوف دراسية لدى طبيب نفسي او لنيل شهادة في معرفة سيكلوجيت الطرف الاخر ، ولكن ما الذي أريده من هذا الحديث ؟ ما أريده هو الآتي:
قبل أن ابدء يجب ان اضع خطوط أو مقدمات لطرح مفهوم مغاير لما ذكر أعلاه
أولاً : مفهوم العلاقة الزوجية سابقا وحاليا
ثانيا : مفهوم العلاقة الزوجية المقترح
ملاحظة :” العلاقة الزوجية “هنا جاءت لتعميم التخصيص حيث التخصيص هو ما هو رؤية الأنثى لذكر وما هو رؤية الذكر للأنثى.
أولاً : مفهوم العلاقة الزوجية سابقا وحاليا:
الذكر والانثى نوع بشري واحد وتختلف مزاجات كل منهما حسب مهامه الموكل بها فطريا او طبيعا سمِها ما شئت
الذكر : هو ذلك المخلوق القوي البنية والاقل عاطفة القائد دائما ، الذكي الماهر ، وهو متطلب رب الاسرة حتى يحفظ ربان السفينة توازنها.
الانثى: هي العطوفة الحنونة الرقيقة والتي تسعى دائما للحفاظ على أطفالها و إسعاد زوجه .
نعم هذهِ القوالب الجاهزة النموذجية التي رسمتها الاجيال و هي لا تزال تبني عليها تقسيم أدوار الاسرة هل هي مجدية ؟ ربما… أنا لا أدعي أنها غير مجدية قد تكون كذلك . في زمنٍ ما أو في مجتمع ، وواقعا هي شائعة جدا بحيث لا تجد متحدث في هذا الموضوع إلا وصنف الذكر والانثى على أنهما مختلفان سلوكيا ويدرج لائحة لهذا ولائحة لذك ومهام لهذا ومهام لذاك في منظومة قوالب ترجع لاساس موضوعنا ، سأقف عند هذا الحد لشرح هذه الرؤية والتي ارجو أن أتضحت الفكرة منها.
ثانيا : مفهوم العلاقة الزوجية المقترح
نعم اتفق مع المفهوم السابق في الاختلاف ولكن ليس على أساس ذكر وأنثى ، بل على أساس بشر وبشر ، فالرغبات والهويات والميول يختلف نسبيا من شخص لآخر (ذكر او أنثى) فتارة تزداد النسبة لشخص وتنخفض عند آخر و تتقلص عند ثالث و تُمحى عند رابع ، المهم انها ليست تمييزا جنسيا بل بشري ، والمثال قد يوضح الصورة. لنقترح سلوك معين مثل “السفر” هل تعتقد ان الانثى اكثر شغف من الرجل للسفر أم العكس ! اذا قلت أن احدهما اكثر من الاخر فأنت كلاسيكي المنهج اما إذا قلت إنها مسألة نسبية فأنت في الجانب “المفهوم المقترح” ، وهذا أساس النظرية .
فأنت عندما تتعامل مع الطرف الاخر على أساس أختلاف النسبية السلوكية (إن صح التعبير ) في التعامل ستجد من الذكور والإناث على حد سواء من هو يرغب في السفر بشغف (حسب مثالنا ) ومنهم من هو خلاف ذلك .
لذا ففي العلاقة الزوجية في الرؤية الكلاسيكية يظهر التصادم واضح لعدم فهم الآخر للقناعة الموجودة وعيا أو لاوعي أننا من طبيعة مختلفة وقد لا نصل الى نقطة تفاهم وفتكون العلاقة بيننا تعايش على مضض.
أما الرؤية المطروحة هو أننا بشر قد نتشابه في بعض الامور وقد نختلف (سلوكيا)
سأضرب المثال الاخير و أنهي هذا السيل من الكلام
السوق والتسوق ، ما هو مشاع أن الأنثى هي الاكثر شغف من الذكر في التسوق بينما هي سلوك قد يتخذه الذكور والإناث على حد سواء (حسب اعتقادي) فلو فرضنا زوجين أحدهما يهوى التسوق أكثر من الاخر فبدل من التفكير بأن طبيعة الطرف هذا تختلف عن الطرف الاخر ولا يمكن فهم وسر تعلق احدهما بهذا السلوك ، الرؤية المطروحة تقول لا أنها متثل في السلوك لا طبيعة وممكن معالجتها بالوصول إلى حل وسط بحيث بدل من التسوق خمس مرات في الاسبوع نجعلها ثلاث مرات بحيث لا يُحرم الاول من شغفه ولا يضجر الثاني من ما يكره .
وضع هذا القانون في شتى مجالات الاسرة من الفراش إلى الفضاء الخارجي ستجده يحمل حل وسطي للطرفين .