تعمل كثير من مؤسسات وأجهزة الدولة باحترافية عالية مع المراجعين، وذلك منهج ينبغي أن يعم جميع المؤسسات لأنها تخدم المراجعين وتقلل من متاعب المراجعات وتسهيلها لأقصى حد، خاصة مع تفعيل أنظمة الحكومة الإلكترونية التي تخفف الضغط على الموظفين والقائمين على الخدمات، ما ينعكس على مستويات جودة الأداء ويمنح الإدارات أعلى معايير الجودة الشاملة والطموحة التي يلمسها المواطن في كل جهة يتجه إليها لإنهاء معاملاته.
وللحقيقة فإنني ومن واقع تجربة عايشتها من خلال إجراء معاملة في المؤسسة العامة للتقاعد، وجدت غبطة كبيرة وأنا استمتع بالتواصل مع مسؤولي هذه المؤسسة العريقة بدءا من معالي المحافظ محمد النحاس ونائبه الأستاذ سعود الجهني، حيث تم تقديم أحد أفضل وأرقى صور التفاني والتجرد في العمل، حيث حصلت كمواطن على تعامل متميز أكد أن مسؤولينا بغاية الكفاءة والعمل الإداري الفريد.
لا أريد أن أكثر من مدح مسؤولي المؤسسة ولكن إجراءات المعاملة مضت بسلاسة، وأريحية تتناسب مع تطلعاتنا إلى تعاملات إدارية تتناسب مع تطورنا ووضع بلادنا في مسار الرؤية والتحول الوطني، فالإدارات الفاعلة مطلوبة لأنها تقدر المراجع وزمنه وجهده ووقته ولا تتركه يتخبط أو يتردد كثيرا في حلقة مفرغة يعود معها مرارا إلى المربع الأول، وينقضي وقت طويل وجهد كبير قبل أن ينهي إجراء أو يحصل على خدمة.
في تلك المؤسسة لم يكن هناك موظف أو مسؤول غير متفاعل مع المراجعين وقضاء شؤونهم بابتسامة عريضة وصبر وإجابة عن كل استفسار، وقد تقاطعت معاملتي بين المؤسسة وشركة دار التمليك التي وجدت من رئيسها التنفيذي الأستاذ ياسر أبوعتيق حفاوة في التعامل أكدت لي أن مؤسساتنا وأجهزتنا قطعت شوطا بعيدا في كفاءة الأداء وتميزه، لأننا حين نجد مثل هذا الرقي في التعامل فلا بد أن نحصل على أجود الخدمات وبأقل الجهد لأن من يخدموننا يعملون بجد وصدق من أجل تطوير دولاب العمل العام.
لم يتوقف ذلك الأداء الرفيع عند القيادات وإنما لمسته من جميع الموظفين في الشركة والمؤسسة حيث كانت اتصالاتي بممثل المؤسسة العامة للتقاعد بدار التمليك محمد الميموني والأخ يزيد العلوان بمكتب معالي المحافظ، مثمرة وواضحة وأرشدتني إلى الطريق الذي ينبغي أن تمضي فيه معاملتي دون تضييع لزمن أو جهد، ولذلك أقول إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وفي الواقع أجدني محفزا بطيب حديثهم وصبرهم ورقيهم لشكرهم وذكرهم بالأسماء ليس تزلفا وإنما إحقاقا لحق في بيض صنيعهم معي كمواطن مراجع وجدت كل العون والسند في إجراءات بالمؤسسة والشركة.
في هذين الإدارتين رجال أكفاء ومخلصون يقدمون أروع الأمثلة في العمل العام المتجرد، ومن هذا المقام وفي هذا السياق نسوق إليهم جميعا التحية والتقدير، لأنهم قدموا صورة مثالية جديرة بان تعلق بذاكرتنا لموظفي الدولة الأكفاء الذين يعرفون أهمية أداء مهامهم بكل البشاشة والصبر، وأكرر التحية والتقدير لهم فدورهم يظل عظيما وهم يخدمون بلادهم بكل هذا المستوى الرفيع من الكفاءة والاقتدار.