في ليلة ممطرة كان المطر يتساقط بغزارة، احتميت بمقهى صغير واخذت طاولة تركن بأحد زواياه وتطل على النافذة، وأنا احتسي قهوتي أخذت اتأمل الناس، أطلت النظر، فشرعت الأفكار والحكايا تتوالد في مخيلتي، وأنا أراهم هناك من يتجه لموعد عمل لديه، وهناك من أراد ان يكمل سيره تحت المطر، وهناك من يحاول ان يلحق بالعشاء مع أسرته، وهناك من خرج خاسرا من صفقه نحس ولا يعلم أين يذهب، عالم من البشر بملامح مختلفة، تتنقل بينهم عيناي ترصد لحظاتهم، هفواتهم، ونصرهم، وما بين شيخ هرم، ومراهق مشاكس، وشاب متمرد، سقطت عيناي عليها، طفلة تتراقص مع قطرات المطر، كانت ابتسامتها جميلة عندما رأيتها، ابتسمت دون شعور تأملت برائتها تأملت بساطة فرحتها ماذا لو أخذنا أمورنا نحن الكبار مثلها، بكل رضا وقناعة بأقدارنا، ويقين بأنه لن يحدث لنا إلا ما هو مكتوب لنا، ماذا لو تعلمنا منها كيف نفرح بأبسط ما نملك ونحمد الله عليه، أنا بدأت وأدركت فسعدت بقطرات المطر، والمقهى المزدحم بحكايا البشر التي ترويها لي نظراتهم، ودفئ كوب قهوتي الصغير.
كتابنا
> زاوية مقهى صغير
زاوية مقهى صغير
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/95714/