شربت مرة قهوتي في بيت صديقتي فوجدته أحلى بكثير من فنجان قهوتي.. سألتها عن سر المذاق الطيب للقهوة، فأجابت أنها لم تكن تحب القهوة في يوم من الأيام ولا تستسيغ طعمها لكن مع الأيام تقبلت طعمها إلى أن تعلمت كيف تجعل طعم القهوة يتناسب مع ذوقها وتتقبل جزء من مرارتها .. لماذا أنا وانتم نكره قهوتنا في بعض الأحيان ونشعر أننا لسنا مجبورين على تقبل طعم مرارتها ولا نقبل أبدًا حتى أن نضع عليها بعض الإضافات لنحسن من مذاقها .. كانت تخبرني أنها بعض الأوقات تضيف معها الحليب ومرة بندق ومرة تكون بسكر وأخرى سادة دون أي إضافات .. تمنيت أن أبقى في بيت صديقتي واستمتع فعلا كل يوم بطعم القهوة بأكثر من نكهة … القهوة المرة التي طعمها لا يستساغ عند كثيرًا منا هي مشاكلنا وتقلباتنا في الحياة .. نحن دائمًا ننظر للطرف الآخر بأن فنجان قهوته أحلى بكثير من فنجاننا ولو رجعنا لتكوين القهوة من الأساس لوجدنا بأنه لدينا جميعنا نفس القهوة لكن الإضافات هي التي شكلت الطعم المختلف للقهوة (حليب بندق سكر) (صبر تغافل تعاون) فالقهوة التي يزعجك كثيرًا مذاقها المر ستشربها رغمًا عنك حتى تتعود عليها أو تتقبلها أو تقوم أنت بإضافة المنكهات حتى يحلو معك الطعم يوجد هناك قاعدة في القوانين الكونية تقول : «كلما زادت حالة الرفض والاستياء بداخلك فأنه ستزداد حالة التصادم والانعكاسات للأحداث من حولك»، هذا الشيء يعطيك إشارة تنبيه بأن تتوقف عن هذا كله وتبدأ في المعالجة بشكل آخر.
لاحظ بنفسك كم من الأشخاص العصبيين في الحياة تصادفهم أشخاص في قمة البرود واللا مبالاة هو يغضب ويفور دمه وذاك يضحك ولا يكترث لأي شيئ. تصادم فضيع بين تلك الشخصيتين ولو استمر الشخصين في العيش سويًا فترة من الزمن أما أن تجد ذاك الشخص العصبي أصيب بالأمراض والسكر والضغط أو ستجده تعايش مع الوضع وأصبح اهدأ بكثير من قبل، أو أن ذاك الشخص الذي لا يبالي ولا يكترث للأمور خسر الكثير من حياته وأصدقاءه ومن حوله أو أنه حاول التعايش وأصبح يهتم ويعي أكثر بمن حوله.
هذا هو قانون التوازن في الحياة والذي نراه نحن تصادم وعدم توافق، فالقوانين الكونية في الحياة تساعدنا على التوازن وتجبرك بقوه على التغير فأنت تختار هل التغيير للأفضل أو الأسوأ .. إذًا القهوة التي تشربها بشكل يومي أما تتقبل طعمها أو انك تحاول تعديل الطعم بما يروق لمزاجك وظروفك، ففنجان قهوة صديقتي من صنعها وفنجان قهوتي من صنعي.